جرثومة المعدة
جرثومة المعدة
الجرثومة الحلزونية أو ما يعرف بجرثومة المعدة هي أحد أشهر مسببات قرحة المعدة ومشاكلها، فهل أنت مصاب بها؟ دعنا نعرفك على الأعراض والعلاجات:
نصف سكان الأرض تقريباً مصابون بالتهاب البكتيريا الحلزونية التي تدعى بجرثومة المعدة أو الجرثومة الهضمية، الأمر الذي جعل البكتيريا الحلزونية بيلوري البكتيريا الأكثر انتشاراً في العالم (Helicobacter pylori)، وقد أدرجتها منظمة الصحة العالمية على أنها بكتيريا مسرطنة أو أحد مسببات سرطان المعدة.
من الغريب أن جرثومة المعدة تغزو معي الاثني عشر (Duodenum) بشكل أكبر من المعدة (Stomach).
هل تنتقل جرثومة المعدة بالعدوى؟
قد تنتقل بكتيريا بيلوري الحلزونية من شخص لاخر عن طريق تلوث فموي-برازي oro-fecal route- أي تلوث بالبراز ينتقل الى الفم من خلال الطعام أو الأيدي الغير نظيفة).
كما من الممكن أن تنتقل عن طريق تناول الخضار والفواكه التي لم يتم غسلها جيداً، أو نتيجة استقرار البكتيريا في إمدادات المياه.
من الممكن إصابة أي شخص بالقرحة الهضمية وفي أي عمر، حتى في مراحل الطفولة إلا أنها أكثر حدوثاً في البالغين في منتصف أعمارهم، ونسبة الإصابة بها عند الذكور هي نفسها عند الإناث.
هل تسبب البكتيريا البيلوري الحلزونية قرحة هضمية؟
10% فقط من هؤلاء المصابين بالتهاب جرثومة المعدة تحدث عندهم مشاكل تقرحية لجدار المعدة أو قرحة هضمية (Peptic ulcer)، أما الغالبية المتبقية لا يكون عندهم أية أعراض.
هي قرح التهابي دائري أو بيضوي الشكل في جدار المعدة أو الإثنى عشر (أول جزء من الأمعاء الدقيقة) وهو الأكثر شيوعاً.
يمتد القرح من بضع مليمترات إلى بضع سنتيمترات عندما تصبح البطانة ضعيفة أو تفقد قدرتها على إصلاح ذاتها مما يجعلها تتأذى بفعل العصارة الهضمية الحارقة.
ما هي مسببات القرحة الهضمية؟
إليك أهم الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى الإصابة بالقرحة الهضمية:
1- الإصابة ببكتيريا بيلوري الحلزونية
تعيش جرثومة هيليكوباكتر بيلوري (Helicobacter pylori) ضمن عصارة المعدة وتقاوم بيئتها الحمضية القاسية من خلال إفراز إنزيم يوراز (Urease)، وتغزو بكتيريا بيلوري جدار المعدة المخاطي مما يزيد من حساسيته وتأثره سلباً بالعصارة الهضمية مما يؤدي بدوره إلى الإصابة بالتهاب فاعل ومزمن.
تتطور الإصابة من التهاب في جدار المعدة أو الاثني عشر، لتصبح تاكلا في أحدهما، أو قد تتطور إلى تقرحات من الممكن أن تنجم عنها مضاعفات شديدة إن لم يتم معالجتها.
2- استخدام مسكنات الألم التقليدية عدا عن الباراسيتامول وخاصة قبل الأكل
تعد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatory drug) كالأسبرين، الإيبوبروفين والنابروكسين مسبب رئيسي للقرحة الهضمية.
وذلك لما لها خصائص تزيد من افراز العصارة الحمضية وتثبط اليات ترميم البطانة الهضمية بشكل غير مباشر مما يجعل جدار المعدة أو الإثني عشر أكثر حساسية وتأثرا بحمضية العصارة الهضمية.
3- متلازمة زولينجر-إليسون
متلازمة زولينجر إليسون (Zollinger-Ellison syndrome) هي سرطان نادر الحدوث يؤدي إلى فرط في إفراز هرمون الجاسترين الحامضي، تتشابه أعراضها في أعراض القرحة الهضمية التقليدية إلا أنها لا تتجاوب مع العلاجات أو مثبطات الحموضة (Antacids).
4- العامل الوراثي
هناك دراسات تفيد بأن العامل الوراثي يلعب دوراً في حدوث القرحة الهضمية خاصة ان كانت في عمر الطفولة.
5- التدخين
لا يعد التدخين سبباً من أسباب القرحة الهضمية الا انه يعد من العوامل التي تزيد من شدة القرح وتبطئ من تعافيه وتزيد نسبة تكرر القرح بعد تعافيه.
أعراض وعلامات القرحة الهضمية
تختلف أعراض القرحة الهضمية حسب موقع القرح فيما إذا كان في المعدة أو في الاثني عشر، وحسب عمر المريض، فقليلاً ما يشعر كبار السن بأي أعراض.
أما الأعراض والعلامات الرئيسية للقرحة الهضمية هي عبارة عن ألم، عادة ما يكون متمركز في منطقة الشرسوف (أعلى منتصف البطن -فوق مستوى السرة) (Epigastric)، تحت عظمة القص (Sternum)، ويكون اما على شكل حرقة أو شعور بالجوع.
قرحة الاثني عشر (Duodenal ulcer):
يبدأ الألم عادة بعد منتصف فترة الصباح ويستمر الألم لأيام أو حتى أسابيع غالباً ما يخف الألم عند تناول الأكل أو مضادات الحموضة إلا أنه يعاود بعد ساعتين أو ثلاثة.
يميل قرح الاثنى عشر للالتئام دون علاج لكنه يعود للتمزق وتعود نوبة الألم ذاتها وهكذا دواليك.
قرحة المعدة (Gastric ulcer):
على عكس قرحة الاثني عشر، غالبا ما يزيد تناول الطعام من حدة الألم في قرحة المعدة.
وقد تؤدي في بعض الأحيان القرحة المعدية إلى تندب وتورم الأنسجة مما يحد انتقال الاكل المهضوم إلى الأمعاء الدقيقة والذي يكون سببا في تكون النفخة والغثيان وحتى القيء أحيانا بعد تناول الطعام.
مضاعفات القرحة الهضمية
في حال لم يتم العلاج المبكر للقرحة قد تظهر مجموعة من الأعراض والمضاعفات التي قد تشمل:
- تغلغل البكتيريا في الجدار العضلي للمعدة والاثني عشر (Penetration)، وقد تكمل تغلغلها في جدار أعضاء أخرى مثل البنكرياس أو الكبد الذي يحدث بدوره الم شديد في مناطق أخرى في الجسم.
- ثقب تام في المعدة أو في الاثني عشر (Perforation) وصولا إلى جوف البطن الذي ينجم عنه التهاب الصفاق/ التهاب البريتون وهو التهاب خطير يستدعي تدخل طبي طارئ.
- انسداد ممر الاكل (Obstruction) بفعل تندب وانتفاخ الأنسجة حول القرح مما قد يؤدي إلى القيء بكميات كبيرة بعد الأكل، والشعور بالغثيان والانتفاخ. وعادة ما يعاني المريض من فقدان شهية و/أو شعور دائم بالشبع. قد يؤدي القيء الشديد لفترات طويلة دون علاج إلى اختلالات في نسب الشوارد المهمة في الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم (Electrolytes imbalance).
- نزيف الدم الداخلي: حتى لو لم تكن القرح الهضمية مؤلمة قد ينجم عنها نزيف دم داخلي وهو من أكثر المضاعفات حدوثا. يظهر على شكل بقع دم زاهي اللون بكميات قليلة عند القيء (Hematemesis)، أو على شكل كتل قاتمة اللون مع بقايا الأكل عند القيء، أو على شكل بقع دم زاهية اللون مع البراز (Hematochezia) أو براز مدمي قاتم اللون كلون القطران (Melena). ينجم عن فقدان الدم دون علاج وهن عام بالجسم وفقر دم (Anemia) على المدى البعيد خاصة إن كان النزيف غير ملحوظ للمريض. يجب التنويه ان نزف الدم بفعل قرح هضمي يكون بكميات قليلة، وان نزف الدم بكميات كبيرة هي حالة أكثر خطورة تستوجب الرعاية الطبية بشكل مستعجل.
- سرطان المعدة (Gastric Carcinoma): الأشخاص المصابين بالقرح الهضمية بسبب التهاب بكتيريا بيلوري هم عرضة بثلاث إلى ست مرات أكثر لسرطان المعدة عن غيرهم من غير المصابين بها.
أما عن القرح الهضمية الناتجة عن الأسباب الأخرى للقرح، مثل استخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs) فلا تحمل أي خطورة مضاعفة لسرطان المعدة.
التشخيص
يكون تاريخ الحالة بالإضافة إلى العلامات والأعراض هي نقاط الإسناد الرئيسية لتشخيص القرح الهضمية.
المداواة التجريبية (Empirical therapy):
قد يعطى المريض احيانا العلاجات التقليدي للقرح الهضمية كنوع من المداواة التجريبية دون التأكد من التشخيص، فإذا زالت الأعراض كان مفاد ذلك أن التشخيص صحيحاً.
الفحوصات اللازمة لالتقاط بكتيريا بيلوري الحلزونية:
ان لم تزل الأعراض قد يلجأ الطبيب المسؤول لإجراء الفحوصات اللازمة من فحوصات دم، منها فحوصات خاصة لالتقاط بكتيريا بيلوري بواسطة اجسام الضد الخاصة أو فحص براز خاص ببكتيريا بيلوري أو فحص عن طريق التنفس بعد إعطاء المريض في المستشفى ما يشربه من مادة الكربون الموسومة لالتقاطها لاحقاً في حال استخدمتها بكتيريا بيلوري في عملياتها الحيوية.
تنظير داخلي عن طريق الفم (Upper endoscopy):
عبارة عن أنبوب رفيع مزود بكاميرا يدخل الفم وصولا إلى المعدة أو بداية الأمعاء الدقيقة. ويبقى التنظير الداخلي عن طريق الفم المعيار الذهبي لتشخيص القرحة الهضمية ومعرفة موقعها ومسببها.
يمكن أخذ خزعة (Biopsy) من القرح الهضمي لتحليلها لاحقا ومعرفة ان كانت بكتيريا بيلوري متواجدة ام لا.
تحليل لقياس نسبة هرمون الجاسترين (Gastrin levels) في الدم:
في حال فشل العلاج أو الشك بكون متلازمة زولينجر إليسون سبب القرحة الهضمية، يتم استخدام تحليل لقياس نسبة هرمون الجاسترين (Gastrin levels).
طرق العلاج
1- العلاج بعلم الأدوية الفارماكولوجي (Pharmacology):
يسمى بالعلاج الثلاثي العناصر (Triple therapy) لاحتوائه على عناصر ثلاثة؛ اثنان منها مضادات حيوية (Antibiotics) وذلك لأن المسبب الرئيس للقرحة الهضمية هو بكتيريا بيلوري الحلزونية ويكونان من نوعين مختلفين لضمان عدم مقاومة بكتيريا بيلوري للعلاج وخاصة انها من اكثر البكتيريا انتشارا بالعالم. أما العنصر الثالث في العلاج هو مضادات الحموضة أو مثبطات الحموضة التي تعرف بـ "كابح مضخة البروتونات (Proton-pump inhibitors) التي تكبح إفراز البروتونات اللازمة لتكون حمضية العصارة الهضمية داخل المعدة.
2- يعطى أحيانا معادلات للحموضة (Antacids) بأشكالها المختلفة من شراب أو حبوب مضغ والتي يمكن شراؤها دون وصفة طبية، في الغالب ما تكون مزيج من الكالسيوم (Calcium) أو المغنيسيوم (Magnesium) للتخفيف من حموضة العصارة.
3- تعتبر الجراحة كاخر مطاف علاجي نادرا ما يتم اللجوء إليه بعد فشل كافة الحلول الأخرى، أو في حالة وجود مضاعفات مثل ما انف ذكره من نزيف دم أو ثقب أو غيره.
العلاجات المساعدة والوقاية
الحفاظ على نظام غذائي من وجبات بسيطة أو مهروسة (Bland diet) والابتعاد عن الأغذية التي تسبب النفخة وتزيد من الحموضة مثل الطعام المقلي للتقليل من الألم.
محاولة التقليل من كل العادات التي تسبب تهيج بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة مثل التدخين أو تناول المشروبات الكحولية.
استخدام الباراسيتامول (Paracetamol) عوضاً عن مضادات الألم أو الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs).
ليست هناك تعليقات