الحمل - الولاده - الرضاعه
مقدمة :
الحاجه إلى علم خاص بالنساء والتوليد :
رغم أن الحمل والولاده عمليه طبيعية إلا
أنها محفوفه بالمخاطر للأم والجنين أو الأثنين معا .
فالأم قد تكون هي نفسها مريضة قبل الحمل
مثلاً بمرض أرتفاع ضغط الدم أو السكر أو القلب وغيرها من الأمراض فإذا صار الحمل
فإنها هنا تحتاج إلى رعايه مزدوجه من فريق طبي تختلف درجته تبعاً لدرجة وشدة المرض
.
كما أن هناك أمراض ومشاكل تحدث للأم
الحامل نتيجة الحمل ذاته مثل تسمم الحمل أو مرض سكر الحمل بجانب الأمور الأخرى مثل
فقر الدم وغيره .
ويضاف إلى ذلك أنه مع التقدم التقني
وبالذات في مجال الموجات فوق الصوتيه أصبح الآن ممكن تشخيص الحمل من مرحله مبكره
جداً وأصبح الجنين في بطن أمه شخص قائم بذاته أحياناً يمرض مثل حالات فقر الدم في
الجنين أو يصاب بتشوهات أو قصور في النمو.
أما عملية الوضع فرغم أنها والحمد لله تتم بسلام
في أكثر من 80% من الحالات أو ربما لا تحتاج إلا إلى رعاية بسيطه قد تقوم بها
ممرضه أو قابله مُدربه إلا أن هناك نسبه من الحالات قد تصاب بمضاعفات التي قد تؤدي
بحياة الأم أو الجنين أو على الأقل ينتج عنها مضاعفات مزمنه لأي منهما على المدى
الطويل .
وإذا
نظرنا إلى إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإنها تخبرنا أنه في كل دقيقة على مستوى
العالم هناك حاله وفاه لأم نتيجة الحمل والولاده وليس مستغرب أن معظم هذه الحالات
تحدث في بلاد العالم الثالث . وهذا بجانب حالات المضاعفات المزمنه .
للأسباب السابق ذكرها وأكثر منها مما لا
يتسع المقام لسرده، كانت هناك حاجة ماسه لطب النساء والتوليد ولأطباء وطبيبات على
درجة عاليه ليس فقط في الكفاءه الطبيه بل أيضاً الفهم الشرعي لكثير من الأمور حيث
أن ما يميز هذا التخصص عن غيره من التخصصات أنه يتعامل مع حياتين واحده من خلال
الأخرى .
وجود أطباء وطبيبات في النساء والولاده
فرض من فروض الكفايه : هناك تساؤل قد يثار
أحياناً وهو هل يجوز أن يكشف طبيب رجل على عورة سيده أو العكس . فمما تقدم شرحه من
احتمالات مضاعفات ومخاطر الحمل والوضع يتبين أن الحكم على الطبيب المعالج هو
الكفاءه فدفع الضرر مقدم على المحظور وقد شرح أ.د.عبدالله باسلامه هذه النقطه في
كتابة قضايا طبية من منظور أسلامي ونجمل شرحه في الآتي :
ـ إن جسم المرأه كله عوره ولذلك فإنه من
قلة الفهم أن يقتصر المحظور على ممارسة طب النساء والتوليد لأن جميع التخصصات
تتطلب الأطلاع على العوره والعوره المغلظه
فالحكم هنا هو الأحتياج والضروره ،وبالتالي فإن القاعده هي أن الإطلاع لا يكون إلا
على ما يلزم وما يتطلب العلاج والفحص .
ـ أنه في صدر الإسلام وفي غزوات الرسول
عليه الصلاة والسلام كان كثير من نساء المسلمين وبعض أمهات المسلمين يقمن بعلاج
جرحى المسلمين مما لا شك انه كان سيلتزم كشف عوراتهم .
ولذا فخلاصة القول أنه لابد من وجود علم
للنساء والتوليد وأن الطبيب أو الطبيبة المسلمة لا بد أن يتوجه بعضهم إلى هذا
التخصص كواجب شرعي وفرض كفايه حيث أن ممارسة هذا التخصص يحف به كثير من المحاذير
الشرعيه خصوصاً مع تقدم التقنيات العلمية , فوجود طبيب النساء والولاده المسلم
الحاذق أصبح ضرورة وفرض والمام الطبيب التام بالنواحي الأخلاقيه الشرعيه هو في
الواقع واجب يحاسب أن قصر فيه .
أهداف المحاضره الاساسيه:
أولا
: إلقاء الضوء على بعض نواحي الحكمه في أمور الحمل والولاده والرضاعه
التي تبينت لنا مع أتساع وزيادة العلوم الطبية .
ثانيا :
دور طبيب النساء والولاده والتقنيات الطبيه الحديثه.
·
دور طبيب النساء
والتوليد المسلم فى حالات الحمل الطبيعيه (بدون مضاعفات) :
·
دور طبيب النساء
والتوليد المسلم فى حالات الحمل المضاعفه (للام او الجنين او الاثنين) :
ثالثاً :
توضيح بعض المسائل الشرعية التي على الطبيب المسلم أن يكون على دراية وفهم لها .
أولا : إلقاء
الضوء على بعض نواحي الحكمه في أمور الحمل
والولاده والرضاعه التي تبينت لنا مع أتساع وزيادة العلوم الطبية .
·
القدره
على الحمل والعمر الإنجابي للمرأه:
جعل الله عز وجل للقدره على الحمل
نظاماً ووقتاً يختلف من نوع إلى نوع فإن القابليه للحمل عند السيدات تبدأ عند
البلوغ أي من وقت أنتظام عملية التبويض وتستمر لمدة حوالي ثلاث عقود .وكما هو
معلوم أن دورة الحيض عند السيدات تأخذ حوالي 28 يوم أو شهر وتحدث الإباضه ( خروج
البويضه من المبيض ) مره كل شهر ( أي أن
فرصة الحمل تحدث مره كل شهر ) وفي كل مره تكون فرصة الأخصاب حوالي 72 ساعه وذلك
لأن عمر البويضه ( قابليتها للأخصاب ) لا
تزيد عن 48 ساعه وعمر الحيا من ( الحيوانات المنويه ) من الرجل قد يصل إلى 72 ساعه
وتسمى سنين السيده التي تكون فيها قادره على الحمل ( بالعمر الإنجابي ) ومن حكمة
الله أن حدد هذه القدره بعدد من السنين حيث أن عملية الحمل والوضع والرعايه عملية
شاقه تستهلك كثير من الصحه والبدن ولذا كان لا بد أن تحدد بفترة ما بعدها تشعر
الأم بالأمان والأستمتاع بأسرتها وبأبنائها بعد أن أشبعت غريزة الأمومه فيها .
·
الرضاعه:
عملية الرضاعه- والتي يحض عليها الشرع – تشمل
فوائد عديده للأم والمولود بجانب انها ايضا توفر فرصه لتنظيم الحمل. (وَالْوَالِدَاتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ
الرَّضَاعَةَ …الايه)
فعملية التبويض تقل بنسبة 90% خلال
السته أشهر الأولى بعد الولاده وذلك إذا استمرت عملية الرضاعة بصوره نشطه بعد ذلك
تعود عملية التبويض ولكن بصوره أقل أنتظاماً وأقل كثافة أي أن فرصة الحمل ترتفع
قليلاً ولكن ما زالت ضعيفة .
أما الفوائد الأخرى للرضاعة بالنسبة
للأم هى:
على المدى القريب: تساعد على انقباض الرحم
ورجوعه إلى حجمه الطبيعي في وقت أقصر وأكثر كفأه.
وعلى المدى البعيد: فإن الرضاعه الطبيعية تقي
وتقلل نسبة حدوث سرطان الثدي .
أما بالنسبة للطفل فإنها بجانب أن حليب
الأم هو غذاء متكامل للمولود في المراحل الأولى فإنه يوفر له أنواع المناعة التي
لا يحصل عليها إلا من الأم مثل : الأجسام المضاده المعروفه بالـ ( I G A ).
هذا
بجانب ان الرضاعه سبب فى ارتباط نفسى متبادل بين الام والمولود لا يحدث الا بها
· الرحم(
موضع الحمل):
يتميز الرحم بموضع فريد
حيث تحيط به عظام الحوض كما انه معلق بأربطه مثبتة وفى نفس الوقت تسمح له بألنمو
أنه حقأ قرار مكين. (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي
بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ
اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ...الايه)
ثانيا : دور طبيب النساء والولاده
والتقنيات الطبيه الحديثه:
دور
طبيب النساء والتوليد المسلم يختلف في الواقع عن غير الطبيب المسلم وعن غيره من
الأطباء في التخصصات الأخرى .
فعملية
الحمل والوضع هي المثل الحي والمقابل للحقيقة الأخرى في الحياة وهي الموت والأثنان
يحدثان أمامنا دائماً وأبداً كل يوم.
طبيب
النساء والتوليد هو في الواقع أشبه بطبيب العائله من عدة نواحي فالسيده الحامل
ليست مريضه بمعنى المرض ولكنها تحتاج لرعايه عادة ما تستمر لفترة طويله على الأقل
طوال فترة الحمل وبعد الحمل لعدة شهور. وهذه النوعيه من العلاقه تعطى للطبيب فرصه
كبيره أن يضع الأولويات والمفاهيم في وضعها الصحيح فيكون ليس فقط الطبيب بل المعلم
والحكيم
ويمكن بغرض توضيح الموضوع أكثرأن نتناول دور
طبيب النساء والتوليد المسلم فى حالات الحمل الطبيعيه (بدون مضاعفات) وحالات الحمل
التى قد يعتريها مضاعفات طبيه سواء للام او للجنين.
· دور
طبيب النساء والتوليد المسلم فى حالات الحمل الطبيعيه (بدون مضاعفات) :
الواقع أن التقنيات الحديثه فى مجال الفحص
بألموجات فوق الصوتيه جعلتنا نرى الحمل من مراحل ما قبل العلقه ثم نراه يكبر وينمو
ويخلّق حتى يمكننا فحصه ليس فقط بصوره عاديه ولكن بصوره الأبعاد الثلاثيه فكأننا
نرى مخلوق كامل أمامنا يتطور وينمو كل يوم إلى أن تحين ساعة المخاض فتوضع الأجهزة
لمراقبة الجنين وقلبه وحالة الأكسجين في دم الجنين وذلك حتى يولد في أحسن حال وأسلم صوره .
ايضا
هناك تقنية أطفال الأنابيب لمساعدة حالات العقم وغيرذلك من التقنيات العلميه مثل
عملية الأستنساخ البشري قادمه لا محاله .
وللأسف
قد أختلط الأمر على بعض الناس مثلا منهم من ظن أن الإنسان عن طريق الموجات فوق
الصوتيه او علم الجينات اصبح يعلم ما في الأرحام وأننا قادرين على اختيار الصالح
من الطالح أو الجنين السليم من الفاسد المشوه وهكذا وللأسف أن مثل هذا الشعور إذا
خالط الطبيب فإنه ينتقل للمريضه وزوجها التي يصبح تشبثهما واحتياجهما للعلم
والتقنية والطبيب يحتل الدرجة الأولى وقد ينسيان أن الله تعالى إنما يرينا آياته
ويعطينا من علمه عز وجل .
وعلى
الطبيب المسلم أن يتناول عملية الحمل والولاده برؤية إيمانية صادقه فيقوم دائماً
بالتذكره أن ما نملكه الان وما سيتم اكتشافه مستقبلا من تقنيات هو من عطاء الله تعالى:
فان
الحمل اذا حدث ما كان الا بارادة الله تعالى وما كان ليستمر الا بمشيئته عز وجل.
(أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا
وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ...ألايه)
وما أراد الله تعالى
لنا أن نراه فى الارحام ليس ما يعلمه هو تعالى فإن علمه لا حدود له فهو تعالى يعلم
ما في الأرحام بصورة مطلقة (ارحام كل المخلوقات ، ومصيرها على المدى القريب
والبعيد) وأنه عز وجل يرينا بإرادته ما يريد أن نراه في رحم من الارحام
(اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا
تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَار...ألايه)
إذا
استطاع الطبيب أن ينقل هذا اليقين الإيماني للسيده وزوجها أثناء الزيارات
المتتابعه فإنه بذلك يكون قد فعل خيراً كثيراً .
فقد تحدث المضاعفات كالإسقاط والتشوهات الخلقيه
وغيرها وعندئذ تكون الأسره أكثر قدره وأقوى على تناولها والتعامل معها والصبر
عليها ولها في ذلك الأجر الكبير.
في
بلاد كثيره تصبح مثل هذه المضاعفات قضيه قضائيه بين الطبيب والمريض مثل هذا الوضع
ينتفي إذا كان هناك درجة معقوله من الإيمان والإحتساب مع فرصة الأخذ بالأسباب
بالصوره المناسبه (اى ضرورة اتقان وسائل التقنيه الحديثه ) وهنا يجي دور محاسبة
النفس .
· دور
طبيب النساء والتوليد المسلم فى حالات الحمل المضاعفه (للام او الجنين او الاثنين)
:
يكفى
هنا الاشارة الى بعض الامثله التى يتعين على الطبيب اتخاذ قرارت او اسداء نصائح
لابد ان تعتمد على درايه وفهم ليس فقط للنواحى الطبيه ولكن ايضا للقواعد الشرعيه
فى مجال تخصصه.
-
في
بعض الحالات النادره يكون على الطبيب إتخاذ قرار بمنع الحمل أو إسقاط الحمل . مثل
هذه القرارات والتي في العاده تكون في صورة توجيه أو نصيحه تعطى للزوجين مع الشرح
والتوضيح الكافي، يجب أن لا تؤخذ إلا على أسس طبيه وشرعيه لإبقاء حياة الأصل على
حساب الفرع ولا بد أن يستشير الطبيب أكثر من زميل آخر متخصص ( أي فريق طبي ) حتى
يستوثق من رجاحة القرار .
-
تخصص
طب الأجنه بسبب التطور فى اجهزة الموجات فوق الصوتيه وفى علم الجينات أصبح من
التخصصات الدقيقه القائمة بذاتها. و
كثيراً ما تظهر بعض المشاكل الطبيه والفقهيه أثناء ممارسة طب الأجنه فمثلاً
أكتشاف مرض أو تشوه ما في الجنين وكيفية أخبار الأم والأسره وهل يمكن ان يستمر
الحمل (هل هناك مجال لانهاء الحمل) وتحديد مكان وزمان وطريقة الوضع ( طبيعية أم
قيصريه ) كلها أمور تثير مسائل شرعية وعلى الطبيب أن يراعي ربه وضميره والحدود
الشرعيه والأخلاقيه فيما يتخذه من قرار .
· الولاده
:
كما
ذكرنا فإن عملية الولاده هي عملية طبيعية وفي معظم الأحيان فإنها تمر بسلام .
ولكن
كغيرها من الأمور لها ما يؤثر فيها وما يؤثر عليها بالسلب والإيجاب حتى تتم بسلام
وأمان للأم والجنين .
دور
الناحية النفسية والإعداد النفسي للأم في سير عملية الولاده :
ـ
من الأمور المعروفه الآن أن الشق النفسي للشعور بالآلم قد يكون أهم من الشق العضوي
أي أن مدى الأحساس بالآلم والمعاناه يعتمد ويتأثر كثيراً بالأستعداد النفسي
للأنسان . ولذلك في مراكز كثيره تعقد حلقات للسيدات الحوامل أثناء فترة الحمل لشرح
آلآم الوضع ومصدرها ولتدريبهن على كيفية التعامل معها ،وثبت أن السيدات اللاتي
يحضرن هذه الجلسات أقدر وأنجح في عملية الوضوع . وهنا دور الطبيب والطبيبة المسلمه
الذي يستطيع أن يستثمر حقيقة الإحتساب وحقيقة الأجر والثواب في الصبر على الوهن
والآلم الذي تكون فيه الأم حال حملها وحال
مخاضها .
واقع الأمر أن الوازع الإيماني يشكل قوة نفسيه
هامه قادره على التصدي لكثير من الألام العضويه . وهذا مما ثبت علمياً في كثير من
الدراسات وقد لوحظ بالتجربه العملية ( لبعض الزميلات ) أن قرأة الأذكار والآيات
أثناء ساعات الوضع يقوي ويدعم من قدرة السيدة الحامل على تحمل وتقبل الآم الوضع
.هذا يجب الا يمنع من استخدام وسائل العلاج الطبية المعروفه لمقاومه الألم ولكن قد
تكون الحاجة والإعتماد عليها بدرجة أقل .
ويجدر
بنا نحن المسلمون أن ندعم هذا اليقين عند السيدات الحوامل في حلقات الإعداد للوضع
التي يمكن عملها أثناء الحمل .
· ما
موضع وسائل تنظيم الأسره :
يتبين
مما سبق أن حكمة الله تعالى جعلت أوقات أو فرصة حدوث الحمل محدوده بأيام قليله فى
كل دوره ( كل شهر ) وعلى مدى سنين محدوده من عمر المرأه ( العمر الإنجابي ) إذا
أضفنا إليها سنين الرضاعه- وهى كما بينا وسيله من وسائل تنظيم الحمل- فإنه يتبين
لنا أن هناك عملية تنظيم طبيعية للأسره لو أحسن أستخدامها .
ولكن
هناك حالات لا شك قد تكون مرضيه أو صحية أو أجتماعية يحتاج أو يلزم فيها أستخدام
الوسائل الموقته ( لمنع ) الحمل بجانب ذلك هناك أيضاً أسباب طبية محدوده جداً يشكل
فيها الحمل خطراً على حياة الأم وبالتالي يحتاج الأمر إلى وسيلة دائمة لمنع الحمل
.
وهنا
يجب توضيح مسؤلية الطبيب وهي تشمل :
أولاً : يجب أن يشرح الطبيب للزوج والزوجه
وسائل تنظيم الحمل الطبيعية شاملة العزل .
ثانياً
: يجب أن يوقن الطبيب
أن المنع والعطاء من الله تعالى ولكن ما نستخدمه من وسائل هو محاوله تنظيم الحمل
بما يتناسب مع الظروف الخاصه التي دعت لذلك وتحقيق هذه الرغبه أو المحاوله منوط
بمشيئة الله تعالى .وفي ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه لم يمنع العزل (
كوسيلة لتنظيم الحمل ) ولكن بين أن حدوث الحمل وعدمه منوط بمشيئة الله .
والخلاصه:
الحمل والولاده تجربه إيمانية حيه من شأنها أن تقوي اليقين وتدعم
الإيمان هذا إذا تناولها الطبيب بهذا المفهوم، من واجب الطبيب المسلم أن ينقل هذا
اليقين للسيده الحامل وأسرتها ويكون له بذلك الأجر الكبير .
ويجب أن نعلم نحن الأطباء المسلمون ( وغير المسلمون ) أن
الطبيب المسلم هو أول من علم من كتاب الله تعالى عن تطور الجنين ونشأته .
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ
الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ
عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ
لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ
مُّسَمًّى.) ( الحج :5) ويقول الله تعالى : } ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ......الآيه
{
بل ان مسميات الجنين فى مراحل نشأته لا توجد حتى الان الا فى
القرآن الكريم.
ثالثاً :
توضيح بعض المسائل الشرعية التي على الطبيب المسلم أن يكون على دراية وفهم لها :
وهذه
تشمل أمور عديده بعضها أتفق عليه الفقهاء وفي بعضها لم يحصل الأتفاق واخرى ما زالت
قيد البحث وهذه تشمل :
·
أقل مدة للحمل :
وقد اجتمعت الآراء على أن أقل مدة للحمل هي 6 أشهر وذلك أستدلال إلى قوله تعالى } وحمله وفصامه ثلاثون شهراً {وقوله
أيضاً } والوالدات يرضعن
أولادهن حولين كاملين {
إذ أن فرق بين الحمل والرضاعه الذي هو 30 شهراً ومدة الرضاعه
24 شهراً تصبح مدة الحمل أو أقل مدة للحمل هي ست اشهر .
والواقع
أن هذا يتفق إلى حداً كبير مع ما تبين من الدراسات العلمية الحديثه بخصوص نضوج رئة
الجنين حيث أنه من المعروف أن الرئه تمر في ثلاثه مراحل : مرحله الغدد ثم مرحلة
الحويصلات ثم مرحلة الشُعب أما من الناحيه الوظيفية فإنه لابد من وجود الماده
الدهينة لضمان بقاء حويصلات الرئه منفتحه بعد الزفير وهذه الماده تصنعها خلايا
رئويه من الصعب وجودها قبل الأسبوع الـ 24 .ولذلك فإنه من النادر جداً أن تكون مدة
الحمل أقل من 24 أسبوعاً .
أما أطول مده للحمل فقد قيل أنها سنه أو سنتين
ولم تتفق الآراء وعلمياً لا يمكن أن تزيد مدة الحمل على 10 أشهر ولكن ربما مدة
السنه أو السنتين ذكرت بسبب الرغبه في الستر على بعض الحالات والله أعلم .
·
ـ الصلاه والصوم
للمرأه الحامل : المرأه الحامل تصلي كما تشاء ولها أن تصلي جالسه أو في أي وضع
إذا لزم الأمر أما بالنسبة للصوم فإنه علمياً أثبتت الدراسات أن لا يوجد تأثير على
المدى البعيد أو المدى القريب من الصوم على المراه الحامل أو على الجنين وذلك في
حالة عدم وجود مضاعفات أما عند وجود مضاعفات مثل التقئ الشديد أو الهبوط وغيرها
فهنا لها أن تفظر على أن تصوم ما افطرته من أيام في أول فرصه ينتهي لها ذلك .
·
الدم ينزل على المرأه
الحامل ما حكم الصلاه والصيام فيه :
الدم
قبل الشهر الثالث ( أي قبل أن يملأ كيس
الحمل تجويف الرحم ) يعتبر من جدار الرحم ولذلك فقد رأى البعض أن مثله مثل دم
الحيض أما بعد ذلك فإنه يعد مثل دم الأستحاضه والله أعلم .
·
السائل الأنيوسي ينزل على
المرأه الحامل :
·
الإجهاض وأحكامه:
·
النفاث مدته وأحكامه :
هو
الفترة التي تمتد إلى حوالي 6-8 أسابيع وتعود فيها الأجهزه التناسليه للمرأه إلى
أقرب ما تكون كما قبل الحمل أما فقهياً فإن مدة النفاس هي الفتره التي ينزل فيها
الدم والإفرازات . ودم النفاس يحرم ما يحرمه الحيض كالجماع والصلاة والصوم
.....إلخ .
وأختلف
الفقهاء على أقل مدة للنفاس من ناحيه الأيام ولكن أتفقوا على أن أقل النفاس متى
أنقطع الدم ولو لحظه ( حالات استئصال الرحم ) لاحد لأقل مده للنفاس .
·
الطهر بعد الإجهاض :
ترتبط
هذه الفتره بمدى نزول الدم والإفرازات أي متى أنتهت أنتهى المحظور .
·
حق المولود :
الأذان :
الاسم :
العقيقه:
الختان
:
ليست هناك تعليقات