المخاطر النفسية والأجتماعية فى العمل الصحى
قد
يتبادر للذهن أن مراكز العناية الصحية كالمشافى والمستوصفات والمصحات والمختبرات
وغيرها هى أماكن صحية تخلو من الملوثات والمخاطر يقصدها المرضى كى يحصلوا على
العلاج والشفاء , وكذلك فأن العاملين فيها بهندامهم الأبيض النظيف هم فى منأى عن
وصول العوامل الممرضة اليهم ,ولكن يبدو أن الواقع خلاف ذلك فالعمل فى هذة المراكز
لايخلو من مخاطر مرتبطة بطبيعة العمل الذى يتم فيها , فهؤلاء العاملون هم على صلة
وتماس مع المرضى فهم أكثر تعرضا إلى الأمراض الخمجية والمعدية عن طريق التماس المباشر
بالمرضى أو بمخلفاتهم أو من خلال استعمال الأدوات والأجهزة الملوثة أو التأثر
بالمواد الكيماوية السامة التى تستعمل فى التعقيم أو التنظيف أو من غازات التخدير
أو نتيجة للتعرض لعوامل فيزيائية كالأشعة والمواد المشعة المستعملة فى التشخيص أو
العلاج أو التعرض لظروف الحرارة والرطوبة أو الضجة أو إلى ما غير ذلك كما وأن
طبيعة العمل فى هذة المواقع لة تأثيرات نفسية وإجتماعية على العاملين فية كون هذا
العمل يخضع لنظام الورديات أى العمل غير الثابت والتعامل مع المرضى فى ظروف نفسية
صعبة 0
وأن
العمل فى المشافى والمصحات يعرض العامل إلى إصابات عمل تنجم عن الأجهاد الجسمى أو
الحمل الذى يعرض لأصابات الظهر أو الأنزلاق أو السقوط , وبالتالى فأن عمال الرعاية
الصحية بحاجة إلى رعاية وأهتمام وتوفير ظروف عمل ملائمة , وبالتالى ضرورة تحقيق
شروط الصحة والسلامة المهنية لهم , إضافة إلى التوعية والتدريب الوقائى لمنع وقوع
الأصابات أو التعرض للمخاطر المهنية 0
إن
هذة الشريحة العمالية التى تعمل فى ظروف خطرة أحيانا بدافع أنسانى بحاجة إلى
الرعاية والأهتمام ودفع المخاطر عنها لتحقق رسالتها فى هذا العمل الأنسانى النبيل
ومن أهم العوامل المؤثرة :
1-
الأجهادstress)):
من
المعروف أن الأجهاد أو التوتر هو رد الفعل الطبيعى للجسم على مايطلب منة فيما لو
زادت هذة المتطلبات عن إستطاعة الجسم, إن ازدياد الأجهاد يؤدى لأرتفاع ضغط الدم
والتعرق وتحرق مقادير أضافية من الأدرينالين والسكر والدهون لتلبية ما يحتاجة
الجسم طاقة إضافية والأجهاد يمكن أن يحرض الجسم على القيام بالأعمال المطلوبة ولكن
فرطة يتحول لمشكلة فعلية قد تخرج عن نطاق السيطرة 0
يقترن
الأجهاد مع ظهور القرحات المعدية , الأختلاطات الذهنية , أمراض الحساسية الشقيقة ,
أمراض القلب التاجية والافراط فى التدخين واستعمال المهدئات 0
لقد
أظهرت دراسة قامت بها هيئة NIOSH الأمريكية فى الولايات المتحدة الأمريكية
بأن ظهور الاضطرابات العقلية تكثر بين أوساط العاملين الصحيين , فالعناية بالمرضى
والعمل الأضافى ( غير المأجور فى بعض الأحيان ) ونظام الورديات المتغير و الأشراف
الصارم , هذة العوامل مجتمعة تؤدى إلى الاجهادات النفسية ومضاعفاتها 0
*1 السيطرة على الأجهاد :
لقد
درج حديثا قيام ادارات المنشآت الصحية بتنظيم دورات للعاملين تحت عناوين مختلفة
ولكن فى الواقع فأن جميع هذة الدورات تهدف بشكل أو بأخر إلى التحكم فى الأجهاد أن
هذة الدورات تركز على تأقلم الأفراد العاملين مع اجهاداتهم عبر الاستطباب أو
تمارين الاسترخاء ولا تعمل على انقاص مصادر الاجهاد0
أما
على مستوى العاملين فغالبا ما يلجأون إلى تنظيم لقاءات فيما بينهم ويقومون بطرح
مشاكلهم بحيث يقتسم الجميع المعرفة بمشاكل بعضهم البعض , إن هذة الطريقة تؤدى إلى
الشعور بأن كلا منهم ليس الوحيد فى محنتة إن هذا النمط من اللقاءات وطرح المشاكل
لا يؤدى إلى معالجة ظروف العمل المسببة للأجهاد بل يؤدى فى كثير من الاحيان إلى
لوم الذات لعدم المقدرة على التكيف مع ظروف العمل 0
أخيرا
فأن تغير بعض ظروف العمل المسببة للاجهاد والمناقشات الجماعية بين الأدارات
والعاملين لأيجاد الحلول المناسبة هى الطريقة المثلى لخفض الأجهادات فى العمل
2- العمل بنظام الورديات(shift work)
إن
جميع العاملين الصحيين يعتادون على ورديات العمل المتغيرة والثابتة اذ أن كافة
المراكز الصحية تبقى تعمل ليلا ونهارا بلا إنقطاع ولكن العمل بنظام الورديات يطرح
العديد من المشاكل الصحية فهو يخل بما يسمى بالنظام اليومى للجسم
circadian
rhythm)) أو بتعبير
أخر النظام الطبيعى للجسم الذى ينشأ عن الافراز اليومى للهرمونات أن هذة الهرمونات
المفرزة على مدى (24) ساعة تتحكم فى الشهية ومستويات الطاقة والتأهب والنوم وحرارة
الجسم وضغط الدم ففى الظروف الطبيعية تنظم الساعة البيولوجية مختلف السويات بحيث
تصل الى ذروتها فى فترة مابعد الظهيرة وتصل الى حدها الأدنى فى الليل لتسمح بالنوم
فالعمل
فى ورديات المساء أو الليل يخل بالايقاع الطبيعى ويصبح العاملون أكثر عرضة
للاضطرابات الجسدية والذهنية ولقد أظهرت العديد من الدراسات ظهور الاضطرابات
التالية على العاملين :
1- عدم الانتظام فى طراز
النوم 2- اضطرابات هضمية 3- القرحات المعدية 4- الاضطرابات العصبية
5- الاضطرابات الذهنية و
الاعياء الجسدى 6- الانزعاج 7- القلق/الاكتئاب 8-الاعتياد على العقاقير /الكحول
إن
الاعياء هو من أهم الشكاوى الشائعة بين العاملين فى الورديات الليلية اذ ان طراز
النوم يختل من الناحيتين النوعية والكمية فالعامل فى الورديات الليلية ينام بمعدل
ساعتين أقل مقارنة بالعامل الذى ينام فى الليل كما يتغير طراز نومة ايضا والنوم فى
النهار لا يكون عميقا ومستمرا ومربحا للشخص كنوم الليل ويضاف الى ذلك الفعاليات
الاجتماعية فى النهار والضجيج التى غالبا ما تقطع الجزء الباقى من النوم 0
ومن
النتائج الأخرى لأعمال المناوبة اضطراب نظم الطعام كما يكثر العاملون من تناول
المشروبات التى تحتوى على الكافئين لمقاومة التعب ولقد أظهرت العديد من الدراسات
أن العاملين فى الورديات الليلية يعانون من آلام هضمية وقرح معدية أكثر من الفئة
العاملة فى ورديات النهار0 ويتناول هؤلاء العمال الأدوية لمساعدتهم على النوم وقد
أظهرت بعض الدراسات الامريكية ارتفاع فى تناول المشروبات الكحولية بين هؤلاء
العاملين 0
ويؤثر
نظام العمل بالورديات بشكل غير مباشر بالسلامة فيصبح أداء هؤلاء العاملين خاطئا
وتنقص سوية اليقظة لديهم مما يؤدى إلى وقوع حوادث ومع ذلك فأن بعض الادارات تلجأ
إلى محاولة اقناع العاملين بالعمل فى الورديات الليلية وأن تأقلمهم مسألة وقت فقط
ولكن أغلب الدراسات تشير الى ان جميع التأثيرات الصحية السلبية تزداد مع طول
الخدمة فى ورديات الليل ومما يزيد فى صعوبة التأقلم لدى هؤلاء العاملين التغير
المستمر لنظام هذة الورديات وكلما كانت فترة تبديل البرامج قصيرة كلما كانت صعوبة
التأقلم أكبر
ومن
أهم الآثار الأخرى لهذا النمط من العمل التأثير على الحياة العائلية وانقطاع
العامل عن حياتة الاجتماعية بسبب ظروف العمل التى تفرض على هؤلاء العاملين الانسحاب
من العديد من النشاطات الاجتماعية ان ذلك يؤدى للشعور بالوحدة والانعزالية وتكون
المنعكسات على العاملات الصحيات وربات الأسر أكبر مما هى لدى الرجال
*2السيطرة على العمل بنظام الورديات :
مما
لاشك فية ان ازالة نظام الورديات هو افضل الحلول ولكن ذلك يستحيل تحقيقة ولكن يمكن
انقاص التأثيرات السلبية بمشاركة العاملين الصحيين فى التخطيط لمواعيد العمل
يمثل
نظام الورديات المتغير مشكلة حقيقية لصعوبة تخطيط برامج العمل فبعض الادارات تقترح
نظام للعمل يدوم على الأقل فترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى شهر كى يستطيع الجسم
التأقلم والبعض الآخر يشير الى فترات أقصر لكل ورديه مثلا يومين عمل ليلى ثم نهارى
للحيلولة دون احتياج الجسم الى التاقلم ؛ وعلى اى حال فان الوراديات التى تتطور
تقدما من العمل النهارى الى العمل المسائى ثم العمل الليلى هى الاقل احداثا
للاضطراب اذ ان النظام اليومى (circadian rythms ) يضبط بسهولة اكبر فى
التقدم عما فى التراجع
يجب
ان يؤمن تنظيم الورديات النظام الغذائى المناسب للعاملين اثناء العمل و ان تبذل
الجهود قدر الامكان لجعل ظروف العمل فى ورديات الليل اقرب ما تكون لما هى عليه فى
ورديات النهار و على سبيل المثال ان تكون الاضاءة اكثر مشابهة للاضاءة فى اوقات
النهار و ان ينظم سير واسطات نقل العاملين الى مراكز عملهم فى شوارع مضاءة و مطوقة
من الناس بحيث ينقص بذلك شعور الكابة و القلق لديهم اثناء توجههم الى العمل
3- العدوان و العنف (Assault
And Violence
)
بدات
العناية بالسلامة الشخصية للعاملين فى المراكز الصحية تظفر باهتمام ادارات هذة
المراكز و لقد اشارت احصائية كندية فى عام 1978 الى ان اكثر من مائتين من العاملين
الصحيين قد تعطلوا عن العمل بسبب اعمال عنف تمت ممارستها ضدهم من قبل مرضى كانوا
يعانون من الادمان على العقاقير او المشروبات الكحولية او من قبل المرضى المسعفين
و الناجين من جرائم وكذلك يتعرض العاملين فى المصحات النفسية او العقلية للعدوان
من المرضى المصابين بامراض عصبية
*3 السيطرة على العنف و العدوان
1-
ضرورة عمل العاملين الصحيين على شكل فريق زوجى حيث يمكن ان يتعرضوا للعدوان و خاصة
فى النوابات الليليه او فى الاجزاء المعزولة من المشافى
2-
ضرورة وجود طواقم مسئولة عن امن العاملين فى المشافى
3-
ضرورة الاضاءة الجيدة لمرآب السيارات فى المشافى وتواجد حراس دائمين عليها
4-
من الضرورى تدريب العاملين على وسائل الدفاع عن النفس لتجنب العدوان و العنف
5-
ضرورة وجود سجلات لحوادث العدوان و العنف و التى تمت فى المشفى واطلاع العاملين
عليها
6-
يجب اضاءة الاروقة و السلالم بشكل جيد
7-
ضرورة وجود مكاتب للموظفين و المراقبين لمستقلى المصاعد دخولا و خروجا وتكون بجوار
هذة المصاعد 0
ليست هناك تعليقات