العلاقة بين الصحة و العمل

هل هناك علاقة بين الصحة و العمل ؟

أوضحت الإتفاقية الدولية رقم 155/1981 بشأن سلامة و صحة العمال ، أن الصحةHealth   لاتعنى إنعدام المرض أو العجز فحسب ، إنما تشمل أيضا العناصر البدنية و العقلية التىنؤثر على الصحة و تتعلق مباشرة بالبيئة العامة و المهنية .

و العلاقة بين العمل و الصحة علاقة معقدة , فالبطالة ضارة بالصحة ، كما أن العمل الشاق يعرض المرء للعديد من المخاطر . و العمل – خاصة إذا ما كان مرتبطا بأهداف و غايات سامية – يقضى على الضجر و القلق و الإنهيار النفسى و يساعد على تحسن الصحة .

و تشير الدراسات أن الضغوط المؤثرة على صحة الإنسان بعضها يتعلق بالعمل مثل الأجر و مدة العمل و نظام و تعليمات العمل و الإنتاجية و تنظيم العمل ومواصفات الوظيفة و السلامة و الصحة المهنية ، و بعضها الآخر يتعلق بالعامل ذاته مثل : حالته الصحية و السن و الجنس و قدراته المهنية و توقعاته الشخصية و علاقاته المهنية .

فالإنسان يحاول أولا  مقاومة الأمراض السائدة فى بيئته و مجتمعه : كالبلهارسيا و الإنكلستوما و فقر الدم و الإلتهاب الكبدى و الأمراض الصدرية  ، وهو يحس بعمله كعنصر صحة له ، لأن من خلال العمل يمكن أن يعيش و يكسب قوته و يعول أسرته و يدفع مصاريف العلاج و المسكن الملائم ، و بدون العمل لايحصل عل المال الذى يمكنه من التمتع بهذه المميزات .

و قد ينظر الإنسان للعمل كأحد المخاطر ، فخلال ممارسته لعمله قد يصاب بالمرض أو العجز أو الوفاة ..و بعض العمال بفقدوا صحتهم أو حياتهم من حيث يريدون كسب أقواتهم ... لكن هذا  الخوف لا يمنع المرء من إستئناف عمله كل يوم .

و الملاحظ أن المنشآت الصناعية الصغيرة ( الورش المعدنية و الميكانيكية و الكهربائية ..) تركز إهتمامها   فقط على حماية العمال من المخاطر الميكانيكية ، مهملة تنقية بيئة العمل من الملوثات ، مما يترتب عليه إنخفاض قدرة الإنسان علة و بالتالى إنخفاض الإنتاجية ، و مع إنخفاض إنتاجيته ينخفض أجره ، وهو ما يعرف بالدورة الإقتصادية للمرض .

بينما الشركات المتقددمة إقتصاديا فإنها تهتم بتوفير السلامة و الصحة المهنية لعمالها . و لا تقتصر فى ذلك على السلامة الصناعية فقط إنما يمتد إهتمامها إلى نظافة بيئة العمل و الصحة العامة ، مما يترتب عليه إرتفاع فى مستوى صحة العامل و إنتاجيته ، و بالتالى إرتفاع دخله المعيشى ، وهو ما يعرف بالدورة الإقتصادية للصحة و الإنتاجية