من لا يعرف سليمان خاطر الذى قتل 7 يهود واتهموه بالجنون وسجنوه واغتالوه
هل مِنّا من يدعي انه أكثر وطنية من البطل سليمان خاطر؟
هل مِنَا من يدعي أنه أحب مصر أكثر من سليمان؟
هل نال سليمان جزء مما يستحقه من وطنِ مات هو لأجل طهارة ترابه؟
من هوسليمان خاطر؟ و ما هي قصته؟
إن كنت لا تعرفه، فحاول أن تقرأ هذه الكلمات للنهاية...
هو سليمان محمد عبد الحميد خاطر، ولد عام 1961 بقرية أكياد بمحافظة الشرقية، وعندما بلغ من العمر تسعة أعوام شاهد منظراً غاية في البشاعه والوحشية...
يوم 8 أبريل 1970 استيقظ سليمان على فاجعة قصف الصهاينة بطائرات الفانتوم - الأمريكية الصنع - لمدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة، و شاهد جثث واشلاء 30 تلميذاً من أقرانه...... لقوا ربهم بأرواح طاهرة...
بعد حصول سليمان على الثانوية العامة، التحق بالخدمة العسكرية الإجباريه، كجندي بقوات الأمن المركزي بوزارة الداخلية. (وكان سليمان أحد أهم الأسباب في ألا يلتحق بعد ذلك أي مجند بالأمن المركزي ما لم يكن أمياً)
يوم 5 أكتوبر عام 1985، و قبيل الغروب، و أثناء قيامه بنوبة حراسة معتادة على هضبة بمنطقة رأس برقة جنوب سيناء، شاهد سليمان مجموعة من الإسرائيليين وعددهم 12، منهم نساء يرتدون البكيني وعرايا، وعيال، وراجل (على حد وصف البطل)، يقتربون ويحاولون تسلق الهضبة،
التعليمات كانت واضحة (منع أي شخص من دخول المنطقة المحظورة ولو بإطلاق النار عليه)
"ستووب نو باسنج" صاح المجند سليمان في من يحاولون تدنيس أرض الوطن، ولكنهم واصلوا تقدمهم وهم يضحكون ويسخرون من المصري الواقف هناك...
"ستووب نو باسنج" كررها سليمان ثلاث مرات، ولكن بلا فائدة، و الصهاينة يقتربون من كشك الحراسة، والظلام قد حل و هو لا يستطيع أن يحدد لماذا يقتربون...
و تذكر سليمان التعليمات: "يوجد بكشك الحراسة أسلحة و أجهزة ومعدات لا يجوز لأحد أن يطلع عليها، والهضبه ممنوع أن يقترب منها أي أحد، سواء كان مصرياً أو أجنبياً..."
أطلق سليمان بعض الأعيرة في الهواء لإخافة الصهاينة المعتدين.... ولكن بلا فائدة.... واصلوا التقدم وهم واثقيين أنهم سيقضون وقتاً ممتعاً مع الجندي المصري، ثم يعاودون أدراجهم.. (كما تم من قبل مع جندي أخر)
ولكن البطل سارع بإطلاق النار عليهم تنفيذاً لما عنده من تعليمات، فأردى منهم سبعة قتلى...
سلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث، وبدلاً من أن يصدر قرار بمكافئته على قيامه بعمله، صدر قرار جمهوري بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية!!! وبدلاً من أن يخضع على أكثر تقدير لمحاكمة مدنية، كما هو الحال مع رجال الشرطة بنص الدستور، خضع لمحاكمة عسكرية، وبقرار جمهوري!!! وطعن محامي سليمان في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وتم رفض الطعن.
وبدأ التحقيق مع سليمان...
ويروي سليمان لمحققه ما حدث يوم 5 اكتوبر 1985 ويقول:
"كنت على نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعايا السلاح شفت مجموعة من الأجانب، ستات وعيال وتقريباً راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عريان. فقلت لهم "ستوب نو باسينج" بالإنجليزية .. ماوقفوش خالص وعدوا (تجاوزوا) الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي، وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها... والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي...دي منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقي خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي تورينا جسمها نعديها" .. (وذلك في إشارة منه إلى حادثة كانت مازالت حديثة حين استطاعت امرأة صهيونية أن تتحايل بالعري على أحد الجنود في سيناء ، وتحصل منه على تردد أجهزة الإشارة الخاصة بالأمن المركزي هناك بعد أن أدخلها الشاليه المخصص للوحدة).
و واصل سليمان كلامه قبل أن ينطق المحقق: "أمال انتم قلتم ممنوع ليه ..قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم".
سأله المحقق:
لماذا يا سليمان تصر على تعمير سلاحك؟
قال: لأن اللي يحب سلاحه يحب وطنه ودي حاجة معروفة واللي يهمل سلاحه يهمل وطنه.
- بماذا تبرر حفظك لرقم سلاحك؟
- لأني بحبه زى كلمة مصر تمام.
ووصفت الصحف القومية سليمان البطل بالمجنون!!!
وجاء في التقرير النفسي لسليمان بعد الحادث "أن سليمان مختل نوعاً ما و أن السبب في ذلك يرجع إلى أن الظلام كان يحول مخاوفه إلى أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش في فزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش في قاع الترعة وأنها تخبط الماء بقوة في الليل وهي في طريقها إليه"!!!
وفي المحكمة العسكرية، وقبل صدور الحكم على البطل، قال البطل: "أنا لا اخشي الموت... ولا أرهبه... إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشي أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي ، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم"
يوم السبت 28 ديسمبر 1985 صدر عليه الحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة.. فقال سليمان تعقيباً على الحكم الجائر:
"إن هذا الحكم هو حكم ضد مصر، لأني جندي مصري وأدى واجبه"
ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه و قال:
"روحوا احرسوا سينا ... سليمان مش عايز حراسة"
و تم ترحيله للسجن الحربي بمدينه نصر.
وفي السجن يعلمنا خاطر معني حب مصر.. ففي رسالة له كتب أنه عندما سأله أحد السجناء: "بتفكر في إيه؟"
قال: "أفكر في مصر أمي، أتصور أنها امرأة طيبة مثل أمي تتعب وتعمل مثلها، وأقولها يا أمي أنا واحد من أبنائك المخلصين.. من ترابك..ودمي من نيلك.. وحين أبكي أتصورها تجلس بجانبي مثل أمي في البيت في كل أجازة تأخذ رأسي في صدرها الحنون، وتقولي ما تبكيش يا سليمان أنت فعلت كل ما كنت انتظر منك يا بني".
ثم نُقِل لمستشفى السجن لعلاجه من البلهارسيا، و في اخر زيارة لأهله له في محبسه (قبل استشهاده بيومٍ واحد) طلب الشهيد من أهله معجون أسنان وبدلة صوف وكتب قانون، حيث أنه كان منتسباً لكلية الحقوق جامعة الزقازيق.
يوم الثلاثاء 7 يناير 1986، اعلنت الإذاعة خبر انتحار سليمان خاطر في ظروف غامضة.... وقالت الصحف القوميه: "إن سليمان انتحر بأن شنق نفسه على نافذة ترتفع على الأرض بثلاثة أمتار"
* * * * *
"إنني في غاية الخجل، فقد قام أحد جنودي بفتح النار على مجموعة من الإسرائيليين اخترقوا الحدود، مما أدي إلى قتل سبعة منهم" !!!
حسني مبارك 16 أكتوبر 1986
"أنا لا اخشي الموت... ولا أرهبه... إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشي أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي ، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم"
الشهيد أثناء محاكمته
" متزعليش يا امه، حسني مبارك و أبو غزالة مستحيل يسبوني في السجن"
الشهيد لأمه و هي تزوره في محبسه
"طب السلاح ده أنا واخده ليه؟...... عشان ارقص بيه عشرة بلدي.... ولا عشان ادافع بيه عن تراب بلدي؟"
زوج اخت الشهيد بعد استشهاد البطل
"اسفت لانتحار سليمان خاطر، وحزنت لموقف أحزاب المعارضة"
حسني مبارك
"لقد ربيت أخي جيداً واعرف مدي إيمانه وتدينه، إنه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه لقد قتلوه في سجنه"
أخو الشهيد وكل من عرفوه
"لما دخلنا المشرحة عشان نشوف الجثة وضعها أية.... لقينا ضوافر سليمان مكسرة.... نتيجة مقاومة.... بيقاوم عشان يعيش... مش مستسلم عشان ينتحر ويموت... بيقاوم"
زوج اخت الشهيد
"ابني اتقتل عشان ترضى عنهم امريكا وإسرائيل"
أم الشهيد
* * * * *
ويقول من شاهدوا الجثة إن الانتحار ليس هو الاحتمال الوحيد ، وأن الجثة كان بها آثار خنق بألة تشبه السلك الرفيع على الرقبة، وكدمات على الساق تشبه آثار جرجرة أو ضرب.
وقال البيان الرسمي إن الانتحار تم بمشمع الفراش.... ثم قالت مجلة المصور إن الانتحار تم بملاءة السرير.... وقال الطب الشرعي إن الانتحار تم بقطعة قماش!!!!
وأمام كل ما قيل، تقدمت أسرته بطلب لإعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب، مما زاد الشكوك وأصبح القتل سيناريو أقرب من الانتحار.
واشتعلت المظاهرات في كل جامعات مصر ... بل في بعض المدارس الثانوية أيضاً، و وتعاملت قوات الأمن المركزي مع المظاهرات بالقنابل المسيلة للدموع، اطلقها زملاء سليمان في الأمن المركزي، دون أن يعرفوا شيئاً...إنهم لا يعرفون سوى تنفيذ ما لديهم من أوامر ...
* * * * *
اللي خانك أنتي يا مصر .... حيشنق نفسه في يوم النصر
المعقول المعقول .... سليمان خاطر مات مقتول
سليمان خاطر قالها في سينا ... قال مطالبنا وقال أمانينا
سليمان خاطر يا شرقاوي ... دمك فينا هيفضل راوي
سليمان خاطر قالها قوية ... الرصاصة حل قضية
سليمان خاطر مات مقتول ... مات عشان مقدرش يخون
* * * * *
السيد حسني مبارك:
هل تعامل سليمان مع الصهاينة داخل حدودهم؟؟؟ (كي تخجل مما فعل) أم تعامل معهم بجوار نقطة حراسته؟؟؟
أكنت فخوراً بما فعله المجند الأخر واصطحابه للعاريات إلى داخل كشك الحراسة؟؟
أكنت فخوراً به عندما سلمهم تردد أجهزة الإشارة الخاصة بالأمن المركزي؟؟؟
هل انتحر طاقم الدبابة الإسرائيلية الذي اطلق دانة فقتل ثلاث جنود مصريين على الحدود داخل نقطة حراستهم في رفح؟؟؟
ليست هناك تعليقات