الطبيعة و الطيران - دورة السلامة الشخصية والمسئوليات الاجتماعية ( الدورات الحتمية للنقل التجاري )
سلط اختفاء طائرة تابعة للناقل الوطني الفرنسي "أير فرانس" وترجيح تحطمها إثر دخولها منطقة اضطرابات جوية شديدة في المحيط الأطلسي، الضوء على المخاطر التي قد تمثلها الطبيعة بجبروتها رغم أفضل التقنيات المستخدمة في صناعة أحدث الطائرات.
وكانت الرحلة "AF 447" من ريو دي جانيرو والمتوجهة إلى باريس تقل 228 راكباً، اختفت من شاشات الرادار فور دخولها منطقة الإضطرابات الجوية، واحتمال إصابتها بعطل كهربائي، كما نقلت تقارير.
وفي ترجيح نادر، يقول خبراء إن صاعقة ربما ضربت الطائرة أدت لشل أجهزتها، علماً أن هناك العديد من الظواهر الجوية قد تمثل خطراً على ملايين الرحلات الجوية حول العالم سنوياً، ومنها:
البرق
سبق وأن أسفر عن حوادث قاتلة، منها رحلة تابعة لشركة "بان أمريكان" عام 1963 وأدى لمصرع 83 شخصاً، إلا أن الثورات التقنية في صناعة الرادارات والتكهن بالأحوال الجوية، جلعت من العواطف الرعدية، وما يصاحبها من برق - يسهل تجنبها.
وكانت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية - ناسا - قد أجرت في مطلع الثمانينيات تجربة تضمنت طيران طائرة نفاثة داخل عاصفة ردعية، مما أدى لإصابتها بالبرق 72 مرة في غضون 45 دقيقة، وخرجت التجربة بمعلومات قيمة للعلماء.
ويقول علماء من جامعة فلوريدا أن البرق مازال يهاجم الطائرات التجارية، وعادة ما يستهدف طرفي الجناحين، مقدمة أو ذيل الطائرة، وغالباً ما يحدث أثناء ارتفاع الطائرة إلى معدلات التحليق الآلي أو أثناء الهبوط أو عند دخول الطائرة في غيوم.
ويؤدي التلامس لاختلال أضواء الطائرة ووميضها لثوان، إلا أن أن الأمور سرعان ما تعود لطبيعتها ما لم يحدث شروح في جسم الطائرة.
المطبات الهوائية Turbulence
وهي الأكثر شيوعاً ولا تخلو رحلة تجارية من تجربة المرور بها، وتتنوع هذه الاضطرابات حسب مسبباتها، منها ما تولده الحرارة الناتجة عن سطح الأرض مما يؤدي تحريك الهواء عاموديا إلى الأعلى، ومع ازدياد كميات الهواء تلك، تزداد قوة الاضطرابات الهوائية.
وهناك اضطرابات هوائية تتسبب بها الجبال وأخرى يتسبب بها بخار الطائرة ذاتها.
وتقف التقنية الحديثة عاجزة أمام المطبات الهوائية حيث تعجز عن التكهن بها أو رصدها.
وتعزو دائرة الطيران الفيدرالي الأمريكي أغلب الإصابات الطفيفة في الرحلات الجوية إلى المطبات الهوائية، ووقعت بالطائرات التجارية الأمريكية، وخلال الفترة من 1980 وحتى يونيو/حزيران 2004، 198 حادثة جراء المطبات الهوائية، أسفرت عن 266 حادثة خطيرة وثلاثة وفيات.
العواصف الرعدية
قد تمثل خطراً على الطائرات خلال موسم الصيف، وتمكن خطورتها في التحركات الحرارية للهواء حيث قد يدفع التيار الأعلى والآخر الأسفل القويان الطائرة للدوران، أو إصابتها بأضرار.
علماً أن الطائرة تتلقى معلومات عن الأحوال الجوية دقيقة بدقيقة، كما يتابع منظموا الحركة الجوية الطقس في المناطق التي تتواجد بها الطائرات لمساعدتها عند الحاجة.
الجليد
قد يمثل خطراً داهماً خصوصاً في فترة الشتاء، وتراكمه على جناحي الطائرة يؤثر على سرعة وارتفاع الطائرة وله نتائج كارثية، أسفر عن عدد من الحوادث المهلكة.
وبحسب إحصائية وكالة سلامة النقل الوطني فإن 819 شخصاً قضوا في حوادث متصلة بتحطم طائرات جراء الجليد في الفترة من 1982 وحتى 2000.
وتشكل الطيور، التي قد تشفطها محركات الطائرة، خطراً آخراً على الرحلات الجوية.
ليست هناك تعليقات