اعلان 728 × 90

اخر الأخبار

الخامات الطبيعية و أهميتها


                  الخامات الطبيعية و أهميتها

         في بداية حياة الإنسان  على الأرض كانت المعادن الثمينة كالذهب و الفضة     و الأحجار الكريمة تحتل مكان الصدارة كرمز للثراء و المباهاه بالغنى و النفوذ  ،  ثم بازدياد حاجات الانسان لمعيشته و باختراعه للآلات اليدوية ثم البخارية انتقلت هذه الأهمية أيضا الى المعادن الأخرى النافعة مثل الحديد و النحاس و الرصاص  ...        و بتطور الحضارة أصبحنا لا نكتفي باستعمال المعادن المعروفة و الموجودة بوفرة في الطبيعة، بل ازدادت حاجتنا إلى تلك المعادن الأخرى النادرة الوجود و إلى تكوين معادن و سبائك أخرى من خليط من الخامات الطبيعية ذات صفات و مميزات خاصة لتقابل احتياجات الصناعات و الاختراعات المتطورة في عالمنا الحديث.  و بوجه عام فأن الإنسان يحصل من طبقات القشرة الأرضية على كل المواد اللازمة لخدمته على هيئة معادن و خامات، باستثناء المواد الغذائية و الملابس، و حتى هذه تدخل الخامات فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فتستخدم الكيماويات لتقدير خصوبة الأرض وزيادة إنتاجها الزراعي و مقاومة الآفات الزراعية، و هذه يحصل عليها من الخامات المتعددة التي تحتويها القشرة الأرضية. و في الملابس أيضا دخلت الألياف الصناعية و اللدائن كمنافس كبير للمواد التقليدية التي تصنع منها الملابس مثل القطن و الصوف و التيل الطبيعي.    و من ذلك يتضح أنه لا غنى عن الخامات و المعادن الموجودة في الأرض في جميع شئون حياتنا و يدونها لا يستطيع الإنسان أن يحافظ على المستوى العالي الذي وصل إليه،  و لا يستطيع أن يقابل احتياجاته المتعددة المتزايدة، بل أن التهديد بنضوب بعض الموارد الطبيعية يشكل الهاجس الأكبر اليوم للإنسانية في البحث و استنباط البدائل المناسبة.
      و لذلك تبذل الدول المختلفة كل جهودها في النقيب و الكشف عن ثروتها المعدنية في كل شبر من أراضيها لاستنفاد ما فيها من خامات و معادن. و ليس هذا فحسب بل إن من أسباب تطاحن الدول الكبرى في استعمارها أو في بســـط نفوذها على الدول الصغيرة الأخرى يرجع أولا و قبل كل شيء إلى مدى توفر الخامات فيها فالكونجو غنية

بخامات اليورانيوم الثمين وزمبابوي توجد بها أغنى مناجم النحاس في العالم، و دول الشرق الأوسط تحتوى أراضيها على اكبر احتياطيات البترول...  و هذه أمثلة قليلة من كثير لأهمية البلاد بما تحتوية أراضيها من ثروات هامة و لمدى تنافس الدول الكبرى على التقرب إليها أو بسط نفوها عليها بكل الوسائل المشروعة و غير المشروعة.
      ولذا اهتمت خطط التنمية في الجمهورية ببذل كل الجهود للبحث و التنقيب في كل شبر من أراضينا لاستغلال ما تحويه من ثروات و خامات لمقابلة احتياجات معيشتنا     و نهضتنا و تدعيم مكانتا بين الدول المتحضرة للحاق بركب التقدم العالمي في خطواته السريعة و المتلاحقة.
      و يعبر عن أعمال البحث و استخراج الخامات من الأرض و نقلها إلى مصانع الاستخلاص بصناعة التعدين، و هي من الصناعات الشاقة التي يتعرض العاملون فيها لمخاطر صناعية و أمراض مهنية عديدة. و لقد كانت المناجم فيما مضى ملكا لأصحاب رؤوس الأموال الذين كان هدفهم الأساسي هو الإرباح في المقام الأول لذا كثرت الإصابات و الإمراض المهنية بين عمال المناجم بسبب التعرض للأتربة و الغازات       و التسمم بالمعادن و التغير في درجات الحرارة و الرطوبة وسوء الإضاءة و الضوضاء و الذبذبة و زيادة ضغط الهواء تحت الأرض عن الضغط الجوى على السطح و الحرائق و الانهيارات و الانفجارات و الحوادث الناتجة عن المعدات و الأجهزة خاصة إثناء عمليات الاستخراج و النقل و الرفع و التكسير و الغربلة و غيرها من الأعمال المنجمية، فضلا عن الحالات النفسية التي تصيب العاملين بالمناجم نتيجة الإرهاق و الملل.
      و في بداية القرن الماضي تطورت صناعة التعدين تطورا سريعا و استعملت الآلات الميكانيكية و الكهربائية في جميع مراحل استخراج الخامات و التعامل معها، كما استعملت المفرقعات في عمليات تكسير الصخور فازداد الإنتاج و لكن زادت المخاطر مما دعي دول العالم إلى الاهتمام بحماية و رعاية العاملين في المناجم و المحاجر             و السيطرة على المخاطر التي يتعرضون لها، لذلك فاٍنه بعد إنشاء عصبة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى عام 1919 أنشئت منظمة العمل الدولية و منذ ذلك الحين توالت التشريعات الدولية في صورة اتفاقيات و توصيات لرعاية و حماية العمال 
  و الحفاظ على حقوقهم، على أن تلتزم الدول المختلفة بوضع هذه الاتفاقيات الدولية ضمن تشريعاتها الوطنية ومراقبة تنفيذا.

ليست هناك تعليقات